قاموس الجندر ثنائي اللغة
الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال MSM

مصطلح MSM الإنكليزي مختصرٌ يُستخدم للإشارة إلى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، وقد نحته اختصاصيون في الصحّة العامّة في العام 1994 في الولايات المتحدّة(1). صيغ المصطلح في أعقاب تفشّي وباء فيروس العوز المناعي البشري/ الإيدز (متلازمة العوز المناعي المكتسب)(2)، بهدف تسهيل الوصول إلى كلّ الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، ومن ضمنهم أولئك الذين لا يعرّفون عن أنفسهم كمثليين محليًا أو عالميًا. وفي الولايات المتحدّة، شوّه تفشي فيروس العوز المناعي البشري والإيدز سمعة الرجال المثليين والكوير (والمثلية في المطلق) الذين أُلقي عليهم اللوم لانتشار الفيروس(3) الذي بات يُشار إليه بازدراءٍ بـ“مرض المثليين”. وإثر ذلك، أُلصقت وصمة العار مرةً جديدةً بفئتي المثليين الذكور والكوير بسبب ردّ الفعل هذا الذي اتخذ شكل رهاب المثليين، والذي تضمنّ أيضًا إهمالًا من الحكومة في معالجة الأزمة الصحية المتفشية(4). وفي هذا السياق، سعى مصطلح الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال بشكلٍ من الأشكال إلى فصل الهوية عن المرض من أجل معالجة الرجال المصابين به بشكل أفضل.

 

كذلك، كان تعريف المفهوم ضروريًا لأطباء الصحّة العامّة وعلماء الأوبئة من أجل دراسة تأثير السلوكيات الجنسية العالية المخاطر على صحّة الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، بغضّ النظر عن هوياتهم الجنسية والاجتماعية والثقافية. وبالتالي، اعتُبر المصطلح مفهومًا “محايدًا” يمكن تصديره إلى الدول الأفريقية والآسيوية عبر المنظمّات غير الحكومية عبر الوطنية وسياسات الصحة العامة (انظر تعريف الأنجزة). كذلك، جاءت وصمة العار التي طالت الرجال المثليين بوصفهم سببًا لأزمة فيروس العوز المناعي البشري/ الإيدز والأمراض الأخرى المنقولة جنسيًا لتدفع بالدول الأعضاء في الأمم المتحدّة إلى معالجة حاجات الأشخاص المعرّضين للإصابة بسبب سلوكياتهم الجنسية، وذلك عبر حثّها الحكومات المحلية والمجتمعات المدنية على تقديم خدماتٍ وقائيةٍ وصحية إلى الفئة المُعرّفة حديثًا للـرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال(5). وقد اعتُمد المصطلح في لبنان وشاركت بعض المنظمات اللبنانية في تأمين الرعاية الصحية إلى الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال بالتعاون مع وزارة الصحة لا في ما يخصّ علاج فيروس العوز المناعي البشري والوقاية منه فحسب، بل أيضًا في ما يخصّ الإصابات المنقولة جنسيًا والصحة الجنسية بشكلٍ عام (انظر تعريف الإصابات المنقولة جنسيًا).

 

من خلال التركيز على الأفعال والسلوكيات الجنسية لا على الهوية الجنسية، يعكس استخدام مصطلح الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال ارتباطًا بناقشاتٍ وتحليلاتٍ ما بعد بنيوية. وقد تحدّت المقاربات ما بعد البنيوية للجنسانية فكرة وجود هويةٍ جنسيةٍ عالميةٍ وثابتة، وحاججت بأنّ مفهومًا كهذا يتجاهل الاختلافات الثقافية والتاريخية(6)           (انظر تعريف مصطلحَي الجنسانية والمثليين والمثليات وثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا). ولكن في الوقت ذاته، انتقد الأطباء

 

الأميركيون المصطلح لتفاديه “الهويات” تحديدًا، معتبرين أنّ المصطلح يحدّ من أهمية التحديد الذاتي للهوية وينفّر الرجال المثليين الذين يعتبرون أنّ المصطلح يتجاهل حياتهم وشبكاتهم الاجتماعية المحيطة التي تشكّل جزءًا لا يتجزّأ من حياتهم وممارساتهم الجنسية(7). أمّا في لبنان، فقدّمت حيادية المصطلح اللاسياسية المفترضة طريقةً ملائمةً لوزارة الصحة لتفادي العمل علنًا مع الرجال الذين يعرّفون عن أنفسهم على أنّهم مثليون ولتفادي الاعتراف بهم خارج إطار ممارستهم الجنسية التي يُعاقب عليها القانون. لذلك، وبالنسبة إلى المنظمّات غير الحكومية والناشطين المحليين/ الناشطات المحليات الذين يعملون على تسليط الضوء على الأشخاص الذين يعرّفون عن أنفسهم على أنّهم من المثليين والمثليات وثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا، يبدو أنّ استخدام مصطلح الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال استخدامٌ متناقضٌ في الاستراتيجيات السياسية.

 

وعلى الرغم من أنّ الأنشطة الجنسية للرجال الذين يمارسون الجنس مع رجالٍ تتضمّن الجنس الشرجي أو الجنس الفموي أو الاستمناء المتبادل، فإنّ قطاع الطب والصحة العامة يركّز على الإيلاج الشرجي (مع التركيز على المخاطر الصحية جرّاء الخضوع للإيلاج، بعكس ممارسة الإيلاج – انظر تعريف الأدوار الجنسية). وغالبًا ما أدّى ذلك إلى تجاهل التعدّد في التفاعلات والتعريفات الجنسية. وعلى الرغم من التركيز الشديد على الرجال الذين يخضعون للإيلاج بدلًا من الذين يمارسونه، يغيب مصطلح الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال لدى كثيرٍ من الجماعات والفئات. فالـ“كوثيس” kothis)(8)) مثلًا، وهم جماعة من الرجال الأنثويين في الهند الذين لا يعرّفون عن أنفسهم على أنّهم رجال أو متحولّون جنسيًا بل على أنّهم نساء (ويؤدّون دور المرأة الجندري الذي يتضمّن بالنسبة إليهم أن يخضعوا للإيلاج من رجال آخرين)، ليسوا بالضرورة في خانة الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، كما أشار الأطباء في هذا المجال(9). ولكن في الوقت عينه، وفي السياق الأميركي، يشمل المصطلح بعض النساء المتحوّلات جنسيًا كفئةٍ فرعية، نظرًا إلى أنّ المتحولات جنسيًا قد “يتشاركن بعض عوامل الخطر البيولوجية مع الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال”(10)، ومن ضمنها مثلًا سرطان البروستات وسرطان الثدي في حالة المتحولّين جنسيًا. أمّا ما يثبته تعدّد استخدامات مصطلح “الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال”، فهو خصوصية المصطلح في السياق الأميركي وعدم حياديته.