استُخدم هذا الاختصار للمرة الأولى في الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين باعتماد اختصار “LGB” (المثليون والمثليات وثنائيو وثنائيات الميل الجنسي) وما انفكّ يتغيّر مع اعتماد هوياتٍ جنسيةً جديدة وضمّها، فشاع مصطلح “LGBT” (زيد عليه المتحوّلون والمتحوّلات جنسيًا) في التسعينيات(1). وتشمل بعض التسميات المختلفة LGBTIQ، أي حاملي صفات الجنسين و”الكوير”. ولا تزال هذه الصياغات تتوسّع وتتغيّر بحسب الجهة التي تستخدمها وغرضها منها. يشمل بعض الصياغات الأطول حرف Q إضافيًا للدلالة على المشكّك (أي الشخص الذي لم يختر توجّهًا جنسيًا محدّدًا)، أو حرفَي GQ للدلالة على الكوير الجندري (أي الشخص الذي لا يرى نفسه لا رجلًا ولا امرأةً ويرفض الثنائية الجندرية)، أو حرف P للدلالة على الميل الجنسي الشامل (شخصٌ ينجذب جنسيًا إلى أشخاص من كامل الطيف الجندري)، أو 2S للدلالة على مزدوج الروح (وهو مفهومٌ موجودٌ لدى الأميركيين الأصليين ويشير إلى الأشخاص الذين يضطلعون بأدوار كلا النوعين الاجتماعيين)، الخ.
يمكن أن تطول هذه الصياغات إلى حدّ الوصول إلى “+LGBPTTQQIIAA”، حيث تندرج مجموعاتٌ مثل الحلفاء (أي داعمو حقوق الـLGBT من الغيَريّين وذوي الهوية الجندرية النمطية)(2). ولاختزال الاختصار، غالبًا ما يُستخدم مصطلح “+LGBT” بديلاً منه، أو يمكن كذلك استخدام مصطلح “كوير” كمصطلحٍ جامعٍ يضمّ الهويات اللاغَيرية والجندرية غير المعيارية والجنسية غير المعيارية كلّها (انظر تعريف الكوير). وحقيقة أنّ الاختصار قابلٌ للتوسيع بشكلٍ مستمرّ إنّما تشير لا إلى التنوّع الهائل في تكوينات النوع الاجتماعي والجنسانية فحسب، بل أيضًا إلى القَوْلَبة والتصنيف المتّسقين لهذه الأنواع الاجتماعية والجنسانيات على أساس الهويات بدلًا من الممارسات والأفعال وغيرها.
وفي لبنان، تستخدم منظّمات عدة في مجال الحقوق الجنسية مصطلح LGBTIQ أو LGBT، على الرغم من أنّها لم تضع أجندات تتناول مباشرةً ثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا و/أو حاملي وحاملات صفات الجنسين وقضاياهم، وعلى الرغم من أنّ الجماعات المحلية لا تتشكّل دائمًا حول الهويات الجندرية أو الجنسية. فتغيب على سبيل المثال قضايا “حاملي وحاملات صفات الجنسين” من أجندات المنظّمات ونقاشاتها العامة (البادية للعيان) كلّها، ولا وجود للتصنيف الهوياتي بحدّ ذاته بهذا الشكل محليًا. وليس المُراد بهذا القول أن لا وجود للأشخاص الذين وُلدوا بمجموعةٍ من الهرمونات والأعضاء التناسلية والأعضاء الجنسية الداخلية/ الإنجابية التي لا تتطابق ونمط الذكور والإناث. بل المُراد أنّ هؤلاء الأشخاص وهذه الأجسام غير مصنّفة كما هي في الولايات المتحدة وأوروبا. بهذا المعنى إذًا، يعكس المصطلح انتماء المنظّمات إلى مجموعةٍ خاصةٍ عابرةٍ للحدود من السياسة والمشاريع والصناديق المتعلّقة بالهوية الجنسية (انظر تعريف الأنجزة).
وفي الوقت عينه، يتبع بعض المجموعات المحلية سياسة الكوير بدلًا من ذلك، من أجل تسليط الضوء على الانفصال عن المقاربة والسياسة القائمين على
الهوية(3). ومن الأهمية بمكانٍ أن نشير إلى أنّ نهج “الكوير” في السياسة لا يزال مرتبطًا بالنقاشات الأوروبية والأميركية، كما يُظهر تاريخ هذا
المصطلح نفسه (انظر تعريف الكوير). بالإضافة إلى ذلك، يمكن ملاحظة ازدياد اهتمام السفارات الأجنبية والجهات المانحة والمنظّمات غير الحكومية العابرة للحدود بنحت مصطلح LGBTI، ليكون بمثابة “فئةٍ من المساعدات” تأتي جنبًا إلى جنب مع زيادة التدخّلات العسكرية في المنطقة. نتيجةً لهذه الديناميات، بدأ بعض الأشخاص باستخدام مصطلح “LGBT” كفئةٍ هوياتيةٍ بحدّ ذاتها (عوض التعريف عبر الركون إلى مصطلحَي “مثلي” أو “متحوّل جنسيًا”، يُبلغ هؤلاء الأشخاص المنظّمات المانحة والمنظّمات غير الحكومية بأنّهم “LGBT”).
يبدأ الاختصار عادةً بحرف “L” بدلاً من حرف “G” من أجل أن يعكس التزامًا بالمواقف النسوية (باللغتين الإنكليزية والعربية المكتوبتين، تكون الأولوية عادةً للمذكّر النحوي على حساب المؤنّث). لكن، هذا لا يعني أنّ تيارات المثليين والمثليات وثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا خالية من التحيّز الجنساني أو العنصرية أو كراهية المتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا. وبالفعل، لطالما انتُقدت حركة حقوق الـLGBT الأميركية على تخصيصها الأولوية لقضايا مثليّي الجنس من الرجال – كالحقّ في الخدمة العسكرية والزواج؛ وهذان مطلبان معياريان يعكسان تعريفًا معياريًا للانتماء، وهو تعريفٌ لا يطعن في الغَيرية الجنسية والإمبريالية (انظر تعريف المعيارية على أساس الغيرية الجنسية)(4). وسادت دينامياتٌ وانتقاداتٌ مماثلة في مجموعات الحقوق الجنسية في بيروت، وتضمّنت انتقاداتٍ طالت هيمنة الذكور، والتحرّش الجنسي في مجموعاتٍ عدّة، وإقصاء النساء المثليات عن فضاءات الذكور المثليين، فضلًا عن الإقصاء القائم على أساس الطبقة والعرق، وإعادة إنتاج هياكل القمع داخل فضاءات الناشطين/ الناشطات(5).
السحاقية: تعود جذور المصطلح الإنكليزي إلى الكلمة اليونانية “Lesbos”، وهو يشير اليوم إلى المرأة التي تنجذب جنسيًا إلى النساء. شاع المصطلح مجدّدًا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة، وهو يُستخدم في بعض الأوساط في بيروت بصيغته الإنكليزية. واستُخدمت كلمة “سُحاق” في اللغة العربية للإشارة إلى المثلية الجنسية الأنثوية، غير أنّ هذا المصطلح يُعتبر مهينًا، وتمّ بالتالي استبداله بالمصطلح العام “المثلية الجنسية” (انظر تعريف الجنسانية). وقد أوضح جوزيف مسعد أنّ كلمة “سُحاق”، وخلافًا للاعتقاد الشائع، ليست مشتقةً من الجذر العربي “سَحَقَ”، الذي يفيد حرفيًا معنى “التدمير”(6). حاجج مسعد بأنّ المصطلح يعود أغلب الظنّ إلى الأصل اليوناني، وتحديدًا كلمةsapphikos”(7)”. وحلّل أكاديميون مثل سمر حبيب “المثلية الجنسية الأنثوية” في الشرق الأوسط، وخاضوا نقاشات حول عرض الحبّ والانجذاب المثليّيَن لدى النساء في المصادر الأدبية(8)، في حين نشر عددٌ من الناشطين اللبنانيين/ الناشطات اللبنانيات مجموعةً من الروايات والقصص الشخصية لنساءٍ منجذباتٍ إلى غيرهنّ من النساء في كتابٍ صغير بعنوان “بريد مستعجل”(9).
اللوطي: مصطلحٌ يشير اليوم إلى الرجال المنجذبين جنسيًا إلى غيرهم من الرجال. المعنى الدقيق للكلمة (بالإنكليزية) هو “مُغتَبِط” وقد استُخدم بشكلٍ مختلف عبر التاريخ الأميركي في القرن العشرين. شاع المصطلح لدى الرجال المثليين عندما اعترضوا على استخدام كلمة “مثلي / homosexual” بسبب بروزها من الحقل الطبي وما تحمله من دلالاتٍ تعكس الاختلاف. وغالبًا ما تُستخدم كلمة “gay” في الولايات المتحدة كمصطلحٍ يشمل المثليين والمثليات وثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين والمتحوّلات جنسيًا، ويمكن أن تشير إلى الرجال الكوير والمثليات. وغالبًا ما تستخدم المنظّمات العابرة للحدود أيضًا المصطلح عينه عند الإشارة إلى الحقوق الجنسية للكوير باعتبارها “حقوق المثليين”. لكن، تشير الدراسات حول المثليين والمثليات في الولايات المتحدة كذلك إلى تعدّد الاستخدامات المحلية في جماعات الكوير، حيث يستخدم أحيانًا المتحوّلون/ المتحولات جنسيًا هذه الفئة للدلالة على الاختلاف الجندري(10). وتشيع استخدامات المصطلح اللبنانية في أوساط الناشطين والناشطات والمنظّمات غير الحكومية والبيروتيين المنتمين إلى الطبقة الوسطى أو العليا، فضلًا عن الأشخاص الذين تطالهم موجاتٌ محدّدة عابرة للحدود الوطنية، تشمل وسائل الإعلام، وغرف الدردشة على شبكة الإنترنت، والمواد الإباحية وتطبيقات الهاتف الخلوي. وقد ناصر بعض المنظّمات كجمعيّتَي حلم وميم استخدام كلمة “مثلي” بوصفها مصطلحًا صحيحًا من الناحية السياسية في اللغة العربية، وكلمة “مثلية” للدلالة على المثلية الجنسية (انظر تعريف الجنسانية للعودة إلى الاستخدام التاريخي).
ثنائي/ ثنائية الميل الجنسي: يشير المصطلح إلى شخصٍ ينجذب جنسيًا إلى الرجال والنساء على حدٍ سواء. وغالبًا ما تواجه ازدواجية الميول الجنسية في السرديّات الأميركية والأوروبية نوعًا من المحو، إذ يُنظر إليها على أنّها حالةٌ مؤقتة من عمليةٍ خطيةٍ هي “الإفصاح عن جنسانية الفرد”، حيث قد يختار الشخص أولًا أن يعلن بأنّه يميل إلى النوعين الاجتماعيين لتسهيل القبول به في بيئته. وهكذا، نظرًا لأنّ ثنائيي/ ثنائيات الميل الجنسي يحتفظون/ يحتفظن بإمكانية الانجذاب الجنسي إلى النوع الاجتماعي الآخر، فهم بذلك محلّ انتقادٍ في بعض الأحيان من قبل أشخاص الكوير أو جماعاتها لكونهم يشكّلون جزءًا من النظام النمطي الغَيري، ولأنّ المجتمع الغيري يدفعهم في الوقت عينه ليصبحوا جزءًا من هذا النظام (انظر تعريف المعيارية على أساس الغيرية الجنسية). وفي حين يمكن القول إنّ ازدواجية الميول الجنسية تؤكّد من جديد على الثنائية الجندرية في فئات الهوية الجنسية كلّها، إلّا أنّها تفتح الباب أيضًا أمام دراسة المرونة الجنسية.
المتحوّل/ المتحولة جنسيًا: هو مصطلح شامل للأشخاص الذين عُيّن لهم نوع اجتماعي وهوية جنسية عند الولادة لا تتوافق مع النوع الاجتماعي الذي عيّنوه لأنفسهم. على هذا الأساس، يكون الرجل المتحوّل جنسيًا قد عُيّن أنثًى عند الولادة وأعطي الهوية الجندرية الخاصة بالمرأة / الفتاة، وهي هويةٌ لا تتوافق وتعيينه الخاصّ لنفسه (أي كرجل). وبالمثل، تُعدّ المرأة المتحّولة جنسيًا شخصًا عُيّن له الجنس الذكري عند الولادة وحدّد المجتمع أنّه صبيٌ/ رجلٌ، وهذا ما لا يتماشى مع تعيينها الخاصّ لنفسها (أي كامرأة). وعلى الرغم من أنّ المصطلح شاملٌ بحدّ ذاته، إلّا أنّ كلمة “متحوّل/ متحولة جنسيًا” تُختَصر أحينًا بكلمة “متحوّل / متحولة*” من أجل إدراج مجموعة أكثر تنوّعًا من الأشخاص الذين لا يندرجون تحت أيّ خانةٍ من خانتَي الثنائية الجندرية، والذين تشمل هوياتهم وأجسامهم وأداءاتهم حركاتٍ متعدّدة من كامل الطيف الجندري. أحيانًا، يختار الأشخاص المتحولون / المتحولات جندريًا التحول جراحيًا من الجنس الذي عُيّن لهم إلى الجنس الآخر. وبالتالي، يشير مصطلح “المتحول/ المتحولة جنسيًا” إلى هذا التحول. لكن تجدر الإشارة إلى أنّ كلّ تحوّلٍ يخوضه الشخص يختلف عن غيره وليس من الضرورة أن يستتبع تحوّلًا كاملًا أو يتّبع العملية نفسها.
وفي لبنان، غالبًا ما يُستخدم مصطلح “متحوّل/ متحولة جنسيًا” بصيغته القصيرة “ترانس” (أي متحوّل/ متحولة) في صفوف بعض المتحوّلين والمتحولات جنسيًا. أمّا العاملون في مجال الجنس من متحوّلين ومتحوّلات، فغالبًا ما يستخدمون كلمات كـ“شيميل / shemale” و“لايدي بوي / ladyboy” للإشارة إلى بعضهم بعضًا وعند تحديد أدوارهم/ أدوارهنّ. وتعتبر الخطابات المُؤنْجَزة هذه المصطلحات مهينةً، لكن من الضروري أن ننظر إلى كيفية تعبير هؤلاء عن أنفسهم داخل مجتمعاتهم، وألّا نفرض عليهم مصطلحًا هوياتيًا لمجرّد أنّه أكثر قبولًا في الخطابات المؤنجزة العابرة للحدود و/أو السياسة العالمية التي تتناول قضايا المثليين والمثليات وثنائيي وثنائيات الميل الجنسي والمتحوّلين/ المتحوّلات جنسيًا. أخيرًا، من الممكن إجراء عمليات جراحية لإعادة تحديد الجنس في لبنان، لكنّها تتطلّب إجراءاتٍ طويلة غالبًا ما تُشكّل العقبة الرئيسة(11).