نظم منظمة النّهضَة العَربيَّة للديمُقراطيَّة والتَّنمية ومركز دعم لبنان، في ٨ كانون الأول/دسمبر، إجتماع مع الجهات الفاعلة في مجال الجندر من المنطقة. ونوقش خلاله أهمية تعزيز محليّة حملة الـ١٦ يوم لمناهضة العنف على أساس النوع الاجتماعي بالتماشي مع الإحتياجات المحلّية، بالإضافة إلى كيفية التأثير على الحملات الدولية بشكل عام كي تتماشى مع الحاجات والأولويات المحلّية.
أطلقت ليا يمّين (مركز دعم لبنان) النقاش عبر التأكيد على أهمية مراعاة السياق المحلّي وإيصال الأولويات المحلّية في الحملات الدولية، كما سلّطت الضوء على ضرورة التنسيق وتضافر الجهود بين الجهات الفاعلة في قضايا الجندر. وأضافت الاستاذة سمر محارب (منظمة النّهضَة العَربيَّة للديمُقراطيَّة والتَّنمية) أنَّ النهج التشارُكي ضروري لتعزيز برنامجنا الإقليمي في الشرق الأوسط. وهذا يستلزم التعاون وتبادل المعرفة بين الجهات الفاعلة في قضايا الجندر من أجل تفادي الثغرات والجهود المتكرّرة في المبادرات.
اتَّفقَ المشاركون على أهمية تبادل المعلومات والبيانات بين الجهات الفاعلة في قضايا الجندر لتحسين جهود المناصرة والحملات وتغيير السياسات. في هذا السياق، شدَّدَت ميريام صفير (معهد الدراسات النسائية في العالم العربي في الجامعة اللبنانية الأميركية) على أنَّ هذا النهج التشارُكي لا ينبغي أن يقتصر على هذه الأيّام الستة عشر بل يجب أن يستمرّ طوال العام. في الواقع، يجب على الجهات الفاعلة في قضايا الجندر التركيز على الخطوات الطويلة الأمد بدلًا من التدخُّلات القصيرة والمحدودة. واقترحت إطلاق حملة إقليمية مشتركة في العام المقبل، بما يتماشى مع الأولويات والحاجات الإقليمية.
وأضافَ مشاركون آخرون أنَّ تبادل المعلومات والبيانات بين الجهات الفاعلة يمكن أن يؤدّي إلى تحسين التدخُّلات كما يسمح بمعالجة الأسباب الجذرية للعنف على أساس النوع الاجتماعي في كلّ سياق محلي.
وانطلاقًا من هذا الهدف، أشارَ مشاركون آخرون إلى ضرورة وجود منصّة مناسبة للنقاش والتنسيق وتبادل المعرفة بين الجهات الفاعلة. عرفت ليا يمّين (مركز دعم لبنان) عن مجموعة دليل مدني للجندر التي تُوفِّر مساحة للنقاش والتعاون حول قضايا النوع الاجتماعي، ويمكن أن تستخدمها الجهات الفاعلة لتخطيط الحملات والتعاون.
ختامًا، شدَّدَ المشاركون على أهمية تركيز المنافسة بين الفاعلين في قضايا الجندر على نوعية عملهم وليس على تأمين التمويل، فضلاً عن تعزيز التنسيق لتحقيق الفائدة القصوى من جهود المناصرة. ويجب أن تتعلّم الجهات الفاعلة أيضًا من أفضل الممارسات التي قامت بها جهات أخرى في القطاع من أجل تحسين تدخُّلاتها.